الجمعة، ديسمبر 19، 2008

هل أنت مشغول جدا عن أصدقائك

قصة لكاتبها
ترجمها للعربية بتصرف
وسيم الشريف
في أحد الأيام طلبت معلمة من طلابها أن يسطروا أسماء زملائهم في الصف على ورقتين ويتركوا سطرا فارغا بين كل اسم وآخر. ثم طلبت منهم أن يفكروا بأجمل شيء يتصف به كل شخص منهم ثم يدونوه في السطر الخالي تحت كل أسم. استغرق ذلك الوقت المتبقي من طول المحاضرة وعندما انتهت الحصة الدراسية تلك سلّم كل طالب الأوراق التي بحوزته للمعلمة.
وفي عطلة نهاية الأسبوع كتبت المعلمة اسم كل طالب على ورقة منفصلة ثم دونت تحته ما قاله فيه بقية أصدقائه. وعند بدء الأسبوع الدراسي سلمت المعلمة كل طالب الورقة التي تحمل أسمه. وسرعان ما علت البسمة على وجوه الجميع، ثم سمعت همسا يقول "هل هذه الحقيقة ؟" ، "أنا لم أكن اعرف أني اعني شيئا لأحد غيري" والآخر يقول "أنا لم أكن اعرف أن الآخرين يحبونني بهذا القدر".
انتهى موضوع الأوراق ذاك، ولم يصل إلى مسامعها فيما إذا تناقش الأولاد فيما بينهم أو مع ذويهم حول هذا الموضوع. لقد أدى هذا التمرين ما تراه ضروريا، فلقد سُعد الأولاد مع أنفسهم وسرهم ما سمعوه من الآخرين ولقد انعكس هذا على تصرفهم فيما بينهم وأثبت الطلاب نجاحهم مجتمعين.
بعد عدة أعوام توفى احد أولئك الطلبة في حادث عسكري وأقيمت له جنازة شارك فيها جميع زملائه الذين كانوا معه في الفصل. مشت معلمته في جنازة ذلك الطالب. لم تكن قد رأت جنديا في نعشه من قبل، لقد كان يبدو وسيما وهادئا. لقد التقت الكنيسة مع أصدقائه الذين حضروا جنازته ومشوا خلف نعشه واحدا تلو الآخر في خطى حزينة، وكانت المعلمة في آخر صف الماشين وراءه.
اقترب منها احد الجنود الذين كانوا في الموكب الرسمي للجنازة وقال لها: "ألست معلمة مارك ماث؟" فأجابت "نعم". ثم قال لها :"لقد تكلم مارك عنك كثيرا". وبعد أن انتهت مراسيم التشييع ذهب معظم رفاق مارك إلى الغداء، وكان هناك والدي مارك ينتظرانهم ليتحدثوا إلى المعلمة.
قال والد مارك : "نريد أن نريك شيئا"، وأخرج محفظة من جيبه، ثم أكمل حديثه؛" لقد وجدوا هذه المحفظة مع مارك حينما قُتل، نعتقد إنه يجب أن تريها". ثم فتح المحفظة بكل هدوء وأخرج منها قطعتين باليتين من دفتر مذكرات كانت قد لصقتا عدة مرات بشريط لاصق. لقد عرفت المعلمة هذه الورقة التي كانت قد وزعتها على الطلبة يوم كانوا في الفصل الدراسي وفيها جميع الصفات التي قالها أصدقاء مارك فيه.
قالت الأم: "شكرا لك على صنيعك هذا وكما ترين كم كان مارك متمسك بها"
ألتف جميع زملاء مارك حول المعلمة وتبسمت شارلي لذلك بخجل ثم قالت: "لازلت احتفظ بنسختي من تلك الأوراق إنها في درجي الأول من أدراج مكتبي .
وقالت زوجة جاك:" لقد طلب مني جاك أن أضع الورقتين في ألبوم صور زواجنا" .. ثم قالت مارلين: "وأنا لازلت احتفظ بورقتي أيضا إنها في مفكرتي".. كل هؤلاء كانوا من أصدقاء مارك. ثم مدت فيكي وهي زميلة أخرى لمارك يدها في جيبها لتخرج منه دفترا صغيرا وأخرجت منه ورقة أرتها لجميع الحضور وقالت لهم: " إني احمل أوراقي أينما ذهبت وبكل رباطة جأش أكملت قائلة أعتقد أننا جميعا لازلنا نمتلك أوراقنا تلك ". عند ذلك جلست المعلمة على كرسي كان بقربها وأجهشت بالبكاء على مارك وأصدقائه الذين لم يعد بإمكانهم رؤيته مرة ثانية.
معظم الناس في كل المجتمعات يبدون بغلظة الطبع والتي لا تنجم إلا عن عدم إدراك إلى أن هذه الحياة لابد لها أن تنتهي في وقت ما لكننا لا ندري متى تأتي هذه اللحظة.
لهذا أرجوكم أن تخبروا الناس الذين تحبونهم والذين تهتمون بهم أنهم أناس مميزون في حياتكم. قولوا لهم ذلك قبل أن يفوت الأوان. ولتعبِّروا لهم عن ذلك مرروا لهم هذه الرسالة، وحين لا تفعلون ذلك فإنكم ستفقدون فرصة لتعبروا لهم بها عن جانبكم الايجابي نحوهم.
وأنت عزيزي المستلم فانك عندما تستلم رسالة كهذه فإن ذلك بسبب أن أحداً ما من زملائك يهتم بك، وهذا يعني أن هناك فرصة أكيدة لتعبر بها عن اهتماماتك بالغير. وإذا كنت مشغولا جدا بحيث لا يسعك أن تقرأ هذه الأسطر ولا يمكنك أن تمررها فإنك بذلك تكون قد ارتكبت خطأ بتركك فعل أمرٍ قد يجلب التغيير لحياتك الآن.
كلما أرسلت هذه القصة إلى عدد اكبر من معارفك كلما أوصلك ذلك إلى قلوبهم أكثر. تذكر دوما أنك تحصد ما تزرع وما تضعه أنت في حياة الآخرين سيرد إليك بلا شك.
لربما يكون يومك سعيدا وخاص كما أنت .




ما ذا وراء القصة
لابد أن يكون لك علاقة مع العديد من أصحابك الذين فارقتهم منذ مدة ما قد تكون طويلة. وكم سيبدو لك سعيدا وأنت تقرأ هذه القصة اللطيفة لو جمعت في ذاكرتك كل الأسماء التي فارقتها منذ مدة، واستجمعت قدرتك وذاكرتك على أن تداعب مسامعهم بلطيف الكلام منك لتعيد دفء العلاقة إلى ماضيها. ولا يمكنك أن تدرك كم ستكون فائدة ذلك عليك حتى تجربها وترى نتائجها. بالفعل ستكون أنت صاحب الفضل في تذّكرهم وستضيفهم إلى قائمة معارفك التي هي بأمس الحاجة إلى أسماء جدد. ولتدفع بنفسك إلى الأمام من أجل بناء قاعدة أوسع من العلاقات الاجتماعية التي ستحتاجها بكل تأكيد سواء بعملك كمسوِّق شبكي أو بعملك الاعتيادي في حياتك العامة.
لا تتردد لحظة واحدة من أجل تناسي الماضي واستحضار الذين كانوا حولك لتعيدهم إلى محيط معارفك الذين قد ينجم منهم نفعا لك أو لآخرين غيرهم ممن معك.
تمنياتي لكم بالتوفيق