السبت، أبريل 07، 2012

وقودك الداخلي

وقودك الداخلي

أنتوني فيرناندز

ترجمها للعربية - وسيم الشريف




يظن كثيرا من الناس أنه ينبغي التخلي عن العواطف السلبية الناجمة عن الاستياء أو مشاعر عدم الرضا أو رفضها بالكامل، لكنه في واقع الأمر فإن الاستياء من أمر ما يعتبر واحداً من أهم مقومات النجاح.






فما لا يدركه أكثر الناس أن عدم الرضا هو شكل قوي من الوقود الذي يكوّن القوة الدافعة وراء الكثير من الانجازات الأعظم في العالم. فبدلا من أن تكون غير راض،فإنك أصبحت تريد شيئا ما.

وإذا كان بإمكانك تحديد ما الذي تريده ومن ثم تؤجج وقود استيائك، فإن ذلك وعند نقطة ما سيوقد طاقاتك ويدفعك إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة. وسنضرب لك مثالا كيف يمكن لهذا أن يحدث على ارض الواقع؛

كان ياني بوابا في فندق في مدينة كبيرة. واعتاد أن يبذل قصارى جهده دائما لمساعدة نزلاء الفندق، وحاول الحفاظ على أفعاله الايجابية تلك على الدوام. ولكنه، كان في أعماقه كان ياني مستاء من وظيفته على يقينه التام من عدم حصوله على التطور الوظيفي.

فكلما بدا ياني متيقنا من عدم رضاه، قمع ذلك الشعور من دواخله. وأوحى لنفسه أن ليس عليها أن تتخذ موقفا سلبيا، وعليها مجرد القبول بذلك.

ومع ذلك، وفي إحدى الليالي وبعد أن تعامل مع ضيف متعجرفٍ ووقح للغاية، عرف ياني أنه مضطر لمواجهة الحقائق – فقد كان مستاء وأنه حان الوقت ليفعل شيء حيال ذلك.

حلل أسباب استيائه وبعد قدر كبير من التفكير، أدرك ياني أن ما يريده حقا هو مواصلة اهتمامه في أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا، ولكن ليست لديه أدنى فكرة عن كيفية التوجه نحو اتخاذ مثل هذا التغيير الرئيسي في حياته. فقد كان على يقين بأنه لا يمكنه ترك عمله بسبب عبئ الحياة التي يعيشها، وبمرور الزمن تفاقم استياء ياني وشعوره بعدم الرضا. وكالوقود على النار تنامت رغباته من أجل إحداث التغيير.

وفي ذات الليلة قرأ إعلانا في إحدى الصحف عن معهد لتعليم تقنيات الحاسوب للكبار في خارج أوقات عمله، فكان وقوده الداخلي الناتج عن تراكم استيائه في نفسه الحافز الأكبر ليتخذ إجراءً على أرض الواقع لما كان يريد. فكان منه أن نظم فترة تواجده في عمله في ذلك الفندق والتحق بذلك المعهد من أجل تعلم تكنولوجيا الحواسيب.

وبعد سنتين دخل ياني صالة الفندق التي كان يعمل به وتجول فيها معلقا حاسبه المحمول على كتفه. فقد عقدت الشركة الاستشارية في مجال الحواسيب والتي أصبح أحد منتسبيها عقدت مؤتمرا لها في ذلك الفندق.

لم يتغير الفندق ولا العاملين فيه لكن ياني هو الذي تغيّر. متسلحا بزخم استيائه وعدم رضاه عن وضعه اتخذ ياني ذلك الفعل الذي قاده للنجاح في تغيير الظروف التي كان يعيشها، وغيّر سير حياته نحو الأفضل.

وكما قال كليمنت ستون "إن الاستياء هي القوة التي تقود الإنسان"

لهذا وفي المرة القادمة حينما تحس بأنك مستاء جدا من شيء ما في حياتك فبدلا من أن تطرد ذلك الإحساس آو تلغيه من تفكيرك تعرّف عليه، واعرف ما هو – وقودك الداخلي الذي به يمكنك أن تحفز نفسك للوصول إلى ما تصبو إليه من أجل أن تنجح.

تذكر على الدوام، حينما تكون مستاءً فإنك بحاجة إلى شيء ما ... امضِ بعض الوقت باحثا عن ذلك الشيء الذي تريد، ثم سخِّر ذلك الاستياء الذي بداخلك من أجل أن يوقظ نفسك ويضعها على خط الشروع لتحقيق أهدافك الحقيقية. وتذكر ان لك قصة مشابهة حاول ان تتذكرها وشاركنا بها لنتعرف عليها وكيف أثرت عليك

الأحد، أبريل 01، 2012

التغلب على المعتقدات المحددة

التغلب على المعتقدات المحددة



بقلم د. أنتوني فيرناندز

ترجمة وسيم الشريف





        كتبت هذا الموضوع وأنا في غرفة بفندق في نيوزيلندا، وقد وصلت الحرارة في الخارج 3 درجات تحت الصفر، لكن قلبي متقد الحرارة لأني كسرت اليوم حاجزا ذهنيا كان قد ثبّطني لعدة سنوات خلت. كنت في العام 2002 قد تعرضت لحادث رياضي نجم عنه تمزق شديد في غضروف ركبتي اليمنى. وبعد جراحة طبية أجريت لي تم تثبيت الركبة بسبعة براغي وأٌخبٍرتُ بأني لن يكون باستطاعتي ممارسة الرياضة بعد الآن.


        زرع هذا التشخيص اعتقادا قويا يحد تفكيري وهو أن " أني لم يعد بمقدوري مزاولة الأنشطة الرياضية". ومع مرور الوقت أصبح هذا الاعتقاد مقبولا لي حتى أني لم اعتقدت به جازما . ومع ذلك وفي بداية هذا العام لاحظت أن هذا الاعتقاد على الرغم من مدى صحته فإنه أصبح اعتقادا محددا -- حاجزا ذهنيا يمنعني من أن أعيش تلك حياة التي كنت أريدها حقا.


        تسلحت بالرؤية الجديدة وتوقفت من القول لنفسي بأنني لا أستطيع مواصلة الأنشطة الرياضة وبدلا من ذلك بدأت استكشف كيف يمكنني التغلب على إصابتي التي لازمتني فترة طويلة. قادني هذا التغيير في منظوري لعرض نفسي على أخصائي للعلاج الطبيعي والرياضة وتمكنا سوية من وضع برنامجا لتعزيز لياقتي البدنية.


        واليوم وبعد عدة أشهر من التدريب ، شعرت بالسعادة والشمس تلفح وجهي والهواء يداعب شعري، كان ذلك الإحساس نفسه يوم ذهبت للتزلج على الجليد للمرة الأولى. إن السبب الذي دفعني لأخبركم بكل هذا هو أنني أريد أن أطلعكم على شعور لا يصدق يأتي من خلال تحدي كسر الاعتقادات طويلة الأمد. هناك أشياء مُرضية حقا حول العمل الجاد وتحقيق الهدف الذي تعتقده للوهلة الأولى أنه بمتناول يديك. كما أود أن أشجعكم لتحديد تحديك لمعتقداتك.


        ربما يكون حاجزك الذهني شيء مثل أن تقول لنفسك " لن أجد من سأحبه في حياتي" أو "لن أعثر على وظيفة مناسبة لي" ، أو ربما انه الحاجز النفسي الذي قد يزرعه أحد في عقلك بقوله لك أشياء من هذا القبيل "أنت لن تصل إلى أي شيء" أو "أنت لن تنجزه بنفسك". مهما كان إيمانك بحدود إمكانياتك و أينما يكون مصدرها، فأنا أهيب بكم أن تتحققوا من صدقه. فالحاجز الذهني الموجود داخل عقلك يمكنك تحديه والتغلب عليه. فالتفكير الايجابي لن يتم ببساطه كما يظن الآخرين.


        إذا كنتُ قد قررت "التفكير في أفكار سعيدة"، وذهبتُ للتزلج على الجليد ، فلن يكون لي أدنى شك أن سأكتب لكم هذا المقال وأنا راقد على سرير في المستشفى. لأن الأفكار السعيدة ليست كافية. فالطريق للتغلب على تحدي الاعتقاد طويل الأمد هو إيجاد خطة للهجوم ومن ثم القيام بالعمل اللازم لكسر الحاجز الذهني. فعلى سبيل المثال فقبل أن أذهب للتزلج على الجليد حصلت على المشورة المهنية ، واشتريت قوس الركبة الرياضية والأهم من ذلك أني أمضيت وقتا طويلا وبذلت جهدا كبيرا أتدرب في الصالة الرياضية .


وتتلخص فكرة خطة خطوات لكسر تحد المعتقدات طويلة الأمد تتكون من خمسة خطوات بالتالي:


      1- حدد اعتقاد بحدود إمكانياتك وتبين لأي شيء هو.
 
      2- اجعل لك قرارا واضحا لتحدي معتقدك.


      3- ابحث عن المعلومات التي تحتاجها إليها لوضع خطة للهجوم.


      4- قم بالعمل اللازم لكسر حاجزك الذهني.


      5- تمتع بالشعور الذي لا يصدق من الارتياح الذي يأتي من تحقيق شيء فكرت أنه من المستحيل حدوثه


        كلما استطعت التغلب على اعتقاد لحدود إمكانيتك فإنك ستعيد الاتصال مع الآمال والأحلام المحبوسة وراء حاجزك الذهني. وسيعطيك هذا بدوره دفعة من التحفيز ووجهة نظر جديدة تماما على ما هو ممكن في حياتك. لذا أرجو أن تغتنم هذه الفرصة لتحدد وتتحدى الحواجز الموجودة في ذهنك. وتذكر دائما انه كلما استطعت التغلب اليوم على اعتقاد من اعتقادات حدود إمكانيتك كلما أرسيت دعائم لغد الأفضل جديد.