وقودك الداخلي
أنتوني فيرناندز
ترجمها للعربية - وسيم الشريف
يظن كثيرا من الناس أنه ينبغي التخلي عن العواطف السلبية الناجمة عن الاستياء أو مشاعر عدم الرضا أو رفضها بالكامل، لكنه في واقع الأمر فإن الاستياء من أمر ما يعتبر واحداً من أهم مقومات النجاح.
فما لا يدركه أكثر الناس أن عدم الرضا هو شكل قوي من الوقود الذي يكوّن القوة الدافعة وراء الكثير من الانجازات الأعظم في العالم. فبدلا من أن تكون غير راض،فإنك أصبحت تريد شيئا ما.
وإذا كان بإمكانك تحديد ما الذي تريده ومن ثم تؤجج وقود استيائك، فإن ذلك وعند نقطة ما سيوقد طاقاتك ويدفعك إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة. وسنضرب لك مثالا كيف يمكن لهذا أن يحدث على ارض الواقع؛
كان ياني بوابا في فندق في مدينة كبيرة. واعتاد أن يبذل قصارى جهده دائما لمساعدة نزلاء الفندق، وحاول الحفاظ على أفعاله الايجابية تلك على الدوام. ولكنه، كان في أعماقه كان ياني مستاء من وظيفته على يقينه التام من عدم حصوله على التطور الوظيفي.
فكلما بدا ياني متيقنا من عدم رضاه، قمع ذلك الشعور من دواخله. وأوحى لنفسه أن ليس عليها أن تتخذ موقفا سلبيا، وعليها مجرد القبول بذلك.
ومع ذلك، وفي إحدى الليالي وبعد أن تعامل مع ضيف متعجرفٍ ووقح للغاية، عرف ياني أنه مضطر لمواجهة الحقائق – فقد كان مستاء وأنه حان الوقت ليفعل شيء حيال ذلك.
حلل أسباب استيائه وبعد قدر كبير من التفكير، أدرك ياني أن ما يريده حقا هو مواصلة اهتمامه في أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا، ولكن ليست لديه أدنى فكرة عن كيفية التوجه نحو اتخاذ مثل هذا التغيير الرئيسي في حياته. فقد كان على يقين بأنه لا يمكنه ترك عمله بسبب عبئ الحياة التي يعيشها، وبمرور الزمن تفاقم استياء ياني وشعوره بعدم الرضا. وكالوقود على النار تنامت رغباته من أجل إحداث التغيير.
وفي ذات الليلة قرأ إعلانا في إحدى الصحف عن معهد لتعليم تقنيات الحاسوب للكبار في خارج أوقات عمله، فكان وقوده الداخلي الناتج عن تراكم استيائه في نفسه الحافز الأكبر ليتخذ إجراءً على أرض الواقع لما كان يريد. فكان منه أن نظم فترة تواجده في عمله في ذلك الفندق والتحق بذلك المعهد من أجل تعلم تكنولوجيا الحواسيب.
وبعد سنتين دخل ياني صالة الفندق التي كان يعمل به وتجول فيها معلقا حاسبه المحمول على كتفه. فقد عقدت الشركة الاستشارية في مجال الحواسيب والتي أصبح أحد منتسبيها عقدت مؤتمرا لها في ذلك الفندق.
لم يتغير الفندق ولا العاملين فيه لكن ياني هو الذي تغيّر. متسلحا بزخم استيائه وعدم رضاه عن وضعه اتخذ ياني ذلك الفعل الذي قاده للنجاح في تغيير الظروف التي كان يعيشها، وغيّر سير حياته نحو الأفضل.
وكما قال كليمنت ستون "إن الاستياء هي القوة التي تقود الإنسان"
لهذا وفي المرة القادمة حينما تحس بأنك مستاء جدا من شيء ما في حياتك فبدلا من أن تطرد ذلك الإحساس آو تلغيه من تفكيرك تعرّف عليه، واعرف ما هو – وقودك الداخلي الذي به يمكنك أن تحفز نفسك للوصول إلى ما تصبو إليه من أجل أن تنجح.
تذكر على الدوام، حينما تكون مستاءً فإنك بحاجة إلى شيء ما ... امضِ بعض الوقت باحثا عن ذلك الشيء الذي تريد، ثم سخِّر ذلك الاستياء الذي بداخلك من أجل أن يوقظ نفسك ويضعها على خط الشروع لتحقيق أهدافك الحقيقية. وتذكر ان لك قصة مشابهة حاول ان تتذكرها وشاركنا بها لنتعرف عليها وكيف أثرت عليك