الجمعة، مايو 15، 2009

لاتحكم على الإنسان من مظهره

قصة حقيقية رواها مالكولك فوربز

وترجمها للعربية .... وسيم الشريف

تـوقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأمريكية ونزل منه زوجان يرتديان ملابس بسيطة. كانت الزوجة ترتدي ثوبا من القطن، بينما ارتدى الزوج بزة متواضعة صنعها بيديه. وبخطوات خجلة ووئيدة توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس "جامعة هارفارد" .لم يكن هناك موعدا مسبقا لهذه المقابلة. قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة لهما : "الرئيس مشغولا جدا" ولن يستطيع مقابلتكما قريبا... ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة: "سوف ننتظره".

وظل الزوجين ينتظران لساعات طويلة بينما أهملتهما خلالها السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا. ولكن هيهات، فقد حضر الزوجان - فيما يبدو - لأمر هام جدا. ولكن مع انقضاء الوقت، وإصرار الزوجين، بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد، فقررت مقاطعة رئيسها، ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما ينصرفان.

هز الرئيس رأسه غاضبا وبدت عليه علامات الاستياء، فمن هم في مركزه لا يجدون وقتاً لملاقاة ومقابلة إلا علية القوم، فضلا عن أنه يكره من يرتدي الثياب الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين. لكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل.

دخل الزوجان مكتب الرئيس، قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس في "هارفارد" لمدة عام لكنه توفى في حادث، وبما أنه كان سعيدا خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة، فقد قررا تقديم تبرعا للجامعة لتخليد اسم ابنهما.

لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة، بل رد بخشونة: "سيدتي، لا يمكننا أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من درس في - هارفارد- ثم توفى، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية ."

وهنا ردت السيدة: "نحن لا نرغب في وضع تمثال، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة - هارفارد".

لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى السيد الرئيس، فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة ورد بسخرية: "هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى؟! لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ملايين ونصف المليون دولار!"

ساد الصمت لبرهة، ظن الرئيس خلالها أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها: "سيد ستانفورد: ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟" فهز الزوج رأسه موافقا.

غادر الزوجان "لايلند ستانفورد وجين ستانفورد" المكتب وسط ذهول وخيبة الرئيس، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة ستنافورد العريقة والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة "هارفارد"،

كان هذا عام 1884م.

حقاً: لا تحكم على الكتاب من شكل غلافه. ولا تنظر وتحكم على الناس كما تراهم عيناك0لكن أنتبه وانتبهي لذلك مستقبلا

بل انظر واحكم عليهم بقلبك

قصة حقيقية رواها "مالكوم فوربز" ومازالت أسماء عائلة "ستانفورد" منقوشة في ساحات ومباني الجامعة