الجمعة، يناير 09، 2009

الغنى والنجاح والحب


قصة لكاتبها
ترجمها للعربية وسيم الشريف



حينما خرجت امرأة من منزلها رأت ثلاثة رجال كبار السن ذوو لحى بيضٍ طويلة جالسين في باحة منزلها الأمامية. تكلمت معهم ولم تكن على معرفة بهم قائلة :" لا اعتقد أني أعرفكم ، لكنكم لا بد وأن تكونوا جياعا. تفضلوا بالدخول إلى الداخل لتناول بعض الطعام."
سألوها:" هل رجل البيت في الداخل" فأجابت بالنفي " إنه في الخارج"
فردوا : " إذن ، لا يمكننا الدخول."
وفي المساء وعندما عاد زوجها للبيت أخبرته بما حصل. فقال لها: " أذهبي إليهم واخبريهم أني هنا في المنزل وادعيهم للدخول."
خرجت المرأة ودعت الرجال للدخول. لكنهم أجابوا " إننا لن ندخل إلى المنزل سوية", تساءلت: " ولم ذاك".
فأوضح أحدهم قائلا: "إن هذا اسمه الغنى" وأشار إلى صديقه, ثم أشار للثاني وقال : "وهذا هو النجاح, وأنا الحب" . ثم أردف قائلا:" والآن اذهبي للداخل وابحثي مع زوجك من منا تحبون أن يدخل إلى بيتكم."
دخلت المرأة للداخل وأخبرت زوجها بما قد قيل. فقال لها زوجها وقد امتلأت نفسه بهجة :" كم يبدو ذلك جميلا , وما دامت هذه هي رغبتهم فدعينا إذن ندعو الغنى بالدخول وليملأ المنزل بالغنى!"
لم توافقه امرأته وقالت:" عزيزي, لماذا لا ندعو النجاح؟"
سمعت ابنتهما تحاورهما من زاوية أخرى من المنزل. فأقحمت نفسها بإقتراحها: "ألا يبدو الأمر أفضل لو دعينا الحب؟ فإن بيتنا سيكون عندها ملئ بالحب!"
فقال الرجل لزوجته :" لنأخذ برأي ابنتنا. أذهبي وأدعي الحب ليكون ضيفنا."
خرجت المرأة وسألت الرجال الثلاثة ," من منكم هو الحب؟ فليتفضل للداخل فيكون ضيفنا."
نهض الحب وبدأ السير متجها نحو المنزل. كذلك فعل الرجلين الآخرَين وتبعاه. فسألت المرأة الغنى والنجاح متعجبة :" لقد دعوت الحب لوحده فلماذا أتيتما انتما؟"فأجاباها سوية:" إن كنت دعوت الغنى أو النجاح ، فالآخرين كانا سيبقيان خارجا, لكنك ولما دعوت الحب، فإنه أينما يحل فإننا نذهب معه. أينما يكون الحب يكن معه الغنى والنجاح!!!"