الاثنين، مارس 22، 2010

عالم ياباني يكتشف خصائص فيزيائية خاصة بماء زمزم

عالم ياباني يكتشف خصائص فيزيائية خاصة بماء زمزم
إضافة قطرة واحدة من ماء زمزم إلى ألف قطرة من الماء العادي تجعله يكتسب خصائص ماء زمزم
توصل عالم ياباني شهير إلى حقيقة علمية مذهلة حول ماء زمزم المبارك, حيث تبين للعالم مسارو إيموتو من خلال العديد من الدراسات والتحاليل التي أجراها على الماء أن ماء زمزم يتميز بخواص علمية فريدة لا توجد في الماء العادي. حيث استخدم العالم في أبحاثه تقنية النانو التي استغرب أنها لم تستطع تغيير أيا من خصائص ماء زمزم. كما استغرب العالم كيف أن إضافة قطرة واحدة من ماء زمزم إلى ألف قطرة من الماء العادي تجعل هذا الأخير يكتسب مميزات وخصائص ماء زمزم المبارك.ولعرض نتائج دراساته حضر مسارو إيموتو، رئيس معهد هادو للبحوث العلمية في طوكيو، ندوة علمية نظمتها كلية دار الحكمة للبنات في جدة. وقد شارك في نفس الندوة أكثر من 500 باحث و خبير من مختلف الجامعات ومراكز البحوث العلمية.
وهناك أوضح الخبير الياباني أنه أجرى الدراسات على ماء زمزم الذي حصل عليه من شخص عربي مقيم في اليابان، وتبين له أن ماء زمزم فريد، ولا يشبه في بلوراته أي نوع من المياه في العالم، أيا كان مصدرها. وفي نفس السياق قال إيموتو"إن ما لفت انتباهي هو أن كل الدراسات في المختبرات والمعامل لم تستطع أن تغير خاصية هذا الماء، وهو أمر لم أستطع معرفته حتى الآن، كما أن بلورات الماء الناتجة بعد التكرير تعطي أشكالا رائعة لذلك لا يمكن أن يكون ماء زمزم عاديا".بالإضافة إلى ذلك استنتج إيموتو مؤلف كتاب "رسائل من الماء"، ومؤسس نظرية "تبلورات ذرات الماء" التي تعد اختراقا علميا جديدا في مجال أبحاث الماء أن البسملة التي أوصى النبي صلى الله عليه و سلم بقولها عند بدء أي عمل، وعند تناول الطعام أوالخلود إلى النوم لها تأثير عجيب على بلورات الماء. وأضاف"عندما تعرضت بلورات الماء للبسملة عن طريق القراءة أحدثت فيه تأثيرا عجيبا، وكونت بلورات فائقة الجمال في تشكيل الماء".تجارب مسارو إيموتو على الماء لا تنتهي، فزيادة على كل الدراسات التي أجراها على ماء زمزم, قام بتجربة أخرى تعتبر من أبرز تجاربه، فقد قام بإسماع الماء شريطا يتلى فيه القرآن الكريم فحدث ما لم يكن متوقعا: لقد تكونت بلورات من الماء لها تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء. و يفسر العالم الياباني ما حدث بكون الأشكال الهندسية المختلفة التي تتشكل بها بلورات الماء الذي قرئ عليه القرآن أوالدعاء تكون اهتزازات ناتجة عن القراءة على هيئة صورة من صور الطاقة، مشيرا إلى أن ذاكرة الماء هي صورة من صور الطاقة الكامنة التي تمكنه من السمع والرؤية والشعور والانفعال واختزان المعلومات، ونقلها والتأثر بها. إلى جانب تأثيرها في تقوية مناعة الإنسان، وربما علاجه أيضا من الأمراض العضوية والنفسية.وكخلاصة لما قاله الباحث فإن الماء يتأثر وفق ما يتعرض له من مؤثرات إيجابية أو سلبية, وهذا ما يشدد عليه العالم في نظريته.
وخلال نفس الندوة، أشارت الدكتورة سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة إلى أن الماء يتأثر بالكلمات والأفكار والمشاعر، وتساءلت كيف يمكن استخدام ذلك في معالجة الأمراض؟ كما أشارت العميدة إلى أن هذه النظرية العلمية اقترحت أن كل كلمة تلفظ على أي نقطة ماء تجعلها تتخذ شكلا معينا عند تجميدها بسرعة عالية، وذلك حين تتحول إلى بلورات ماء مجمدة تحت التكبير.وبينت عميدة الكلية أن الندوة تناولت ما يسمى ب "ظاهرة هادو"؛ وهي أن الأفكار والمشاعر تؤثر في الواقع المادي، وذلك بإنتاجه أنواعا مختلفة من بلورات الماء المجمدة من خلال كلماته المكتوبة والملفوظة. و صرحت العميدة كذلك "أن إيموتو قام بالتقاط تعبير الماء وطور تقنية لتصوير البلورات التي تشكلت حديثا من عينات المياه المجمدة عن طريق مجهر قوي جدا في غرفة باردة" . تجد الإشارة إلى أن تقنية النانو التي استخدمها مسارو ايموتو في تجاربه هي تعبير مشتق من كلمة نانوس الإغريقية، وتعني القزم أو الشيء المتناهي الصغر، والنانو عبارة عن"وحدة قياس" تعادل واحد على مليون من المليمتر، وهو ما يساوى واحد على عشرة آلاف من سمك شعرة رأس الإنسان، ويمكن القول إن النانو تعني التحكم التام والدقيق في إنتاج المواد، وذلك من خلال التحكم في تفاعل الجزيئات الداخلة في التفاعل وتوجيه هذه الجزيئات من خلال إنتاج مادة معينة، وهذا النوع من التفاعل يعرف بالتصنيع الجزيئي، ووضع الذرات أثناء التفاعل في مكانها الصحيح أو المناسب. ويعتبر العام 1990 البداية الحقيقية لعصر النانو تكنولوجي، ويرجع الفضل في ذلك إلى العالم الأمريكي ريتشار دفايمينن الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1959.

السبت، فبراير 27، 2010

النقيض

النقيض
د. سلمان العودة

أظن أنني أضع يدي على عيب من أعظم عيوب التفكير والعمل لدى المسلمين، وإن لم أكن قادرا على تشخيصه بدقة، ومعرفة أسبابه، يكفي أن أدونها ملاحظة غير عابرة ولا عاجلة، على طرائقنا في العيش والعمل والحياة والتفكير، ولعل أي فكرة مؤيدة أو ناقدة ستقدح زناد العقل حول هذا الموضوع الخطير.
لو كان لدي فكرة جديدة، لخصصت 90 في المائة من وقتي لشرحها، وخصصت الباقي للدفاع عنه، ومهاجمة خصومها.
لكن ما الذي يحدث عادة؟ حين تكون لديك فكرة مهمة، فأنت تخصص دقائق للحديث عنها وشرحها، ثم تخصص بقية عمرك لمهاجمة المختلفين مع هذه الفكرة، وكشف أستارهم، وهتك أسرارهم، وفضح أساليبهم، وبيان تناقضاتهم ومخازيهم!
وكأنك لا تصل إلى نهاية المضمار إلا من خلال تعويق الآخرين وتعثيرهم، بينما أنت تعوق نفسك أيضا.
الأصل هو شرح الفكرة وتفصيلها، وتصريف البيان واستخدام كافة الوسائل والتقنيات والطرائق والأساليب، في سائر الأوقات، وحشد الأدلة، وتأسيس البناء وتعميقه وترسيخه، ثم تشييده ورفعه، ثم توسيعه ونشره، ثم يأتي بعد ذلك الدفاع عنه وحمايته، وإلا فما قيمة دفاع عن بناء أو مشروع لم يبدأ بعد أو لم تتضح صورته، أو تتبين معالمه؟!
كثيرا ما ننشغل بنقيض الفكرة، لأنه لا فكرة لدينا، وربما نعتبر وجود الخصوم هدية لنا، لأنه يتم التعرف والتعريف بنا من خلال «النقيض»، ولا مبالغة أن كثيرا من الحركات والجماعات والأيديولوجيات ليس لها ظهور ولا حضور ولا تميز إلا عبر تحديدها بالأعداء، فهي فكرة يحد ها من الشرق مذهب، ومن الغرب تيار، ومن الشمال مؤامرة، ومن الجنوب مشكلة!
جهود كبيرة قامت على مناقضة الآخرين، ولم يعجبها صنيعهم، وكثيرا ما يسهل علينا التخطئة، لكن لا نملك التصويب العملي إلا عبر نصائح مجملة، لو تمكنا وقدرنا ما عرفنا كيف نحولها إلى برنامج واقعي.
إنها حماسة لم تملك الرؤية والمنهج الذي يسمح لها بالوجود، ومهما ضخ فيها من الجهد والسعي والمحاولة، إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه، وما لم تكن ثم فكرة محورية جوهرية متألقة مشرقة سهلة واضحة فلا قيمة لجهود تستهدف تدمير الآخرين فحسب.
الشريعة والحياة قامت على أساس نشر المبدأ والحق أولا، وتكريس الجهد للمصالح والخبرات والفضائل، وصرفت لذلك جل الاهتمام، وهذه دائرة «الحق» والله تعالى يقول: (فماذا بعد الْحقّ إلا الضلال)(يونس: من الآية32).
والضلال والباطل والخطأ لا يتناهى، ولذا فلا معنى لتعديده وتحديده والإنشغال به إلا بقدر ما يوضح الحق ويحميه من الالتباس، فإذا انعكست الآية وصار الجهد يصرف لبيان الباطل وكشفه، والحق يرد في الهامش، فقد وقع الخلل والزلل والالتباس.
القضية فعلا ملتبسة، لأن ثم من ينظر المسألة بأنها «الصراع مع الباطل» وهذا حق لا تردد فيه، وهو شريعة قائمة، وأيضا هو سنة ماضية، بيد أن ثم فرقا بين أن يكون لبى نشاطنا وجوهر اهتمامنا بيان الحق وتجليته والهوامش والنهايات لدحض الباطل ورده، وبين أن يقع العكس من حيث ندري أو لا ندري فننشغل ببيان الباطل ورده عن تأسيس الحق وتكريسه، فرق بين من يسير وطريقه واضح، وهو يدري أن ثم من سيحاول تعويقه، وأن هذا قدر مقدور عليه مدافعته بالتي هي أحسن إن أمكن، كما أمر الله في مواضع من كتابه، وكما هو هدي الأنبياء جميعا، وفهم المصلحين، وما لم يندفع بالحسنى فيعرض عنه، وما يتوقف على بيانه مصلحة شرعية فيبين بقدر الحاجة.
فرق بين هذا، وبين من ملأ التوجس قلبه من خصومه وأعدائه ومخالفيه ومعارضيه، وصارت خيالاتهم تلاحقه، والشكوك تغذيه حتى شك في صديقه وجاره وزميله، وصار جاهزا للتصنيف إما معي أو ضدي، وكأنه يمثل الحق، وليس مجرد دليل أو مرشد.
هذا أولا:ثم فرق بين بيان الحق الرباني الذي أمرنا بالتواصي به (وتواصوا بِالْحقّ) (العصر: من الآية3)، وبين أن نكون «نحن الحق» وما سوانا الباطل، كلا، بل ينبغي أن نعرف أن بعض ما لدينا كأفراد أو جماعات أو مؤسسات أو دول أو مجتمعات يختلط فيه الحق بالباطل، وقد يوجد الباطل صرفا فيحتاج إلى نفيه والتخلص منه، بدلا من اعتقاده والدفاع عنه وتسويغه أو التستر عليه.وقد يوجد عند خصومنا «الأشرار» ــ فيما نحسب وندعي ــ شيء من الحق، يحتاج إلى أن نتواضع له ونتعرف عليه، ونستفيده بثقة المؤمن الذي يطلب الحكمة أنى وجدها.
تحويل الحياة إلى معركة خطأ، نعم..كثير من الدول والحكومات تضع عدوا لتحاربه وتجمع الناس عليه، لكن هذا بمعزل عما نتحدث عنه من «تصدير الصراع» أي: جعله في دائرة الصدارة، الصراع ينبغي أن يكون في الهوامش والأطراف والنهايات، وبقدر الضرورة والحاجة، ولب الوقت والجهد والعمر والمال يجب أن يصرف في الخانة الأولى ذات الأهمية القصوى التي هي دائرة البناء وتعزيز الفكرة وترسيخها.
الثقافة الموروثة، والعادات الاجتماعية، والظروف الوقتية صنعت لدى الإنسان المسلم (والعربي خاصة) ميلا إلى الصراع، حيث لا يجد نفسه إلا فيه، وكأن خصومه وأعداءه يقدمون له الفرصة على طبق من ذهب، لينفعل ويتحرك، وتدور عيناه، ويستجمع قوته وجدارته وغضبه واستعداده للنزال، حتى أدبنا وشعرنا ومدائحنا وقصصنا غالبا ما تتمحور حول الموقف من الخصم أو العدو، والذي لا مجال فيه للمهادنة ولا الصلح، فضلا عن التسامح والإغضاء أو الدفع بالتي هي أحسن.